تناول د. عبد الرحيم المنار سليمي في تعليق “على حدث” الذي نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط، بتاريخ: 16 پونیو 2009، أبعاد العلاقات الأميركية المغربية في سياق نزاع الصحراء، مسلطا الضوء على التحولات في المواقف الأميركية على مدى العقود الماضية. مقدما رؤية تحليلية للسياسات الأميركية المتأرجحة بين الدعم والتخلي عن المغرب، مع التركيز على تأثيرات الحرب الباردة، والمصالح الاقتصادية، والاعتبارات الأمنية.
يعكس التعليق الذي عنوانه: “الولايات المتحدة وقضية الصحراء: جدلية الدعم والتخلي عن الحليف المغربي بحجة الشرعية الدولية”، طبيعة السياسة الأميركية التي تمزج بين الواقعية السياسية واحترام الشرعية الدولية، مبرزا التحديات التي يواجهها المغرب في الحفاظ على موقفه الاستراتيجي في ظل تقلب المواقف الدولية. كما يوضح كيف أصبح نزاع الصحراء جزءًا من الحسابات الجيوسياسية الأميركية، مع الإشارة إلى التحولات التي قد تأتي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.
النقاط الرئيسية للتعليق :
العلاقات الأميركية المغربية ونزاع الصحراء:
- رغم كون المغرب حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة وبعدها، إلا أن نزاع الصحراء لم يكن على رأس أولويات السياسة الأميركية مقارنةً بصراعات أخرى.
مواقف الإدارات الأميركية المختلفة:
- 1975 – 1979: دعم أميركي متذبذب بين الحياد ودعم المغرب، متأثرًا بالصراعات الإقليمية (كالحرب الباردة).
- عهد ريغان: اعتُبر النزاع في الصحراء صراعًا بالوكالة مع الاتحاد السوفياتي، حيث دعمت واشنطن المغرب عسكريًا لكنها لم تتبنّ موقفًا سياسيًا مؤيدًا بشكل كامل.
- عهد بوش الأب: السياسة الأميركية تبنّت حيادًا داعمًا لحل النزاع عبر الأمم المتحدة، رغم أدوار المغرب في حرب الخليج وعملية السلام.
- عهد كلينتون: استمرار الحياد الأميركي مع تحوّل طفيف في نهاية عهده بسبب مخاوف من تصعيد العنف في المنطقة.
- عهد بوش الابن: التركيز على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، مع بعض التدخلات مثل دعم خطة بيكر عام 2003 لحل النزاع.
التباين بين الكونغرس والإدارة الأميركية:
- الكونغرس: مواقف متباينة؛ بعضها يدعم المغرب لأسباب تاريخية وأمنية، والبعض الآخر يعارض بسبب قضايا حقوق الإنسان ومبدأ تقرير المصير.
- الإدارة الأميركية: تبنت غالبًا سياسة حياد مع دعم غير مباشر لحلول سلمية، موازنةً بين علاقاتها مع المغرب والجزائر.
الولايات المتحدة والمصالح الإقليمية:
- المغرب: حليف استراتيجي قديم وأداة للتجارب الديمقراطية.
- الجزائر: شريك اقتصادي ناشئ وسوق استثمارية مهمة، ما يفسر التوازن الأميركي بين الطرفين.
السياسة الأميركية الجديدة (عهد أوباما):
- يتوقع أن تركز السياسة الأميركية على الالتزام بالشرعية الدولية بصرامة، مع مخاطر محتملة بتأثير النزاع على استقرار المنطقة.
النتيجة النهائية:
- نزاع الصحراء يُعدّ من القضايا “المهملة دوليا”، مع بروز مؤشرات على إمكانية تأثيره على استقرار منطقة المغرب العربي في المستقبل.
الخلاصة:
السياسة الأميركية تجاه نزاع الصحراء تتأرجح بين الحياد والدعم غير المباشر، متأثرة بالمصالح الاستراتيجية والأوضاع الدولية، مع استمرار التحديات التي تواجه المغرب في هذا الملف.